اعلموا أن الله (العلم بالله)
سوف نتناول هذا الموضوع من 3 جوانب أساسية وهي الجانب اللغوي وجانب ذكر الموضوع في القرآن وجانب تناول الموضوع من قبل العلماء.
1-الجانب اللغوي:
العِلْمُ: إدراك الشيء بحقيقته، وذلك ضربان:
أحدهما: إدراك ذات الشيء.
والثاني: الحكم على الشيء بوجود شيء هو موجود له، أو نفي شيء هو منفيّ عنه.
فالأوّل: هو المتعدّي إلى مفعول واحد نحو:
لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ
[الأنفال/ 60] .
والثاني: المتعدّي إلى مفعولين، نحو قوله:
فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ[الممتحنة/ 10] ،
وقوله: يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ إلى قوله:لا عِلْمَ لَنا «3»
فإشارة إلى أنّ عقولهم طاشت.
والعِلْمُ من وجه ضربان: نظريّ وعمليّ.
فالنّظريّ: ما إذا علم فقد كمل، نحو: العلم بموجودات العالَم.
والعمليّ: ما لا يتمّ إلا بأن يعمل كالعلم بالعبادات.
ومن وجه آخر ضربان: عقليّ وسمعيّ، وأَعْلَمْتُهُ وعَلَّمْتُهُ في الأصل واحد، إلّا أنّ الإعلام اختصّ بما كان بإخبار سريع، والتَّعْلِيمُ اختصّ بما يكون بتكرير وتكثير حتى يحصل منه أثر في نفس المُتَعَلِّمِ. قال بعضهم:
التَّعْلِيمُ:تنبيه النّفس لتصوّر المعاني، والتَّعَلُّمُ: تنبّه النّفس لتصوّر ذلك، وربّما استعمل في معنى الإِعْلَامِ إذا كان فيه تكرير، نحو: أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ[الحجرات/ 16] ،
فمن التَّعْلِيمُ قوله:
الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ[الرحمن/ 1- 2] ، عَلَّمَ بِالْقَلَمِ [العلق/ 4] ونحو ذلك. وقوله:وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها [البقرة/ 31] .