العلم بحدود الله

 

(فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّىٰ تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ ۗ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۗ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)16 البقرة( 230)

 

يعلمون أهمية الحدود ومعناها والوقوف عندها وعدم تعديها فيلتزمونها.

لقوم يعلمون أي يتعلمون حدود اللَّه.

لقوم يعلمون : لأن يعلمون فعلٌ يفيد الاستمرار كلما أمروا بالعلم تعلموا وقدأمر اللَّه تعالى بالعلم في كتابه قرابة ثلاثين مرة.

أورد الطبري في تفسيره : «قال أبو جعفر: يُبَيّنُهَا يفصِّلُها، فيميِّزُ بينها، ويعرِّفُهم أحكامها لقوم يعلمونها إذا بيَّنها اللَّه لهم، فيعرفون أنها من عند اللَّه، فيصدقون بها، ويعملون بما أودعهم اللَّه من علمه، دون الذين قد طبع اللَّه على قلوبهم، وقضى عليهم أنهم لا يؤمنون بها، ولا يصدقون بأنها من عند اللَّه، فهم يجهلون أنها من اللَّه، وأنها تنـزيلٌ من حكيمٍ حميد. ولذلك خص القوم الذي يعلمون بالبيان دون الذين يجهلون، إذ كان الذين يجهلون أنها من عنده قد آيس نبيه محمداً e من تصديق كثيرٍ منهم بها، وإن كان بيَّنها لهم من وجه الحجة عليهم ولزوم العمل لهم بها، وإنما أخرجها من أن تكون بياناً لهم من وجه تركهم الإقرار والتصديق به»([1]).

وفي تفسير البغوي : «يعني يعلمون ما أمرهم اللَّه تعالى به»([2]).

أما مفاتيح الغيب فيذكر : «لمن يعلم أن اللَّه أنزل الكتاب وبعث الرسول ليعلموا بأمره وينتهوا عما نهوا عنه»([3]).

علم بحدود ما أنزل اللَّه

 160-‏التوبة( 97)-(الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).

قال مقاتل بن سليمان: «يعني سنن ما أنزل اللَّه على رسوله في كتابه يقول: هم أقل فهما بالسنن من غيرهم»([4]).

وفي تفسير الطبري: «وإنما وصفهم جل ثناؤه بذلك، لجفائهم، وقسوة قلوبهم، وقلة مشاهدتهم لأهل الخير, فهم لذلك أقسى قلوبًا، وأقلُّ علمًا بحقوق اللَّه»([5]).

وقال الماوردي: «ومعنى أجدر أي أقرب، مأخوذ من الجدار الذي يكون بين مسكني المتجاورين»([6]).

وفي الوجيز في التفسير للواحدي: «(وأجدر) وأولى وأحق (أن لا يعلموا حدود ما أنزل اللَّه ) »([7]).

وفي زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي: «وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا قال الزجاج: «أن» في موضع نصب، لأن الباء محذوفة من «أن»، المعنى: أجدر بترك العلم.

تقول: جدير أن تفعل، وجدير بأن تفعل، كما تقول: أنت خليق بأن تفعل، أي: هذا الفعل ميسَّر فيك»([8]).

([1]) تفسير الطبري (4/ 177).

([2]) تفسير البغوي (1/ 274).

([3]) تفسير الرازي (6/ 451).

([4]) تفسير مقاتل بن سليمان (2/ 191).

([5]) تفسير الطبري (11/ 632).

([6]) تفسير الماوردي (2/ 393).

([7]) الوجيز للواحدي (ص: 478).

([8]) زاد المسير في علم التفسير (2/ 290).